هونغ كونغ (CNN Business)– أصبحت هواوي، مؤخرًا، أكبر صانع للهواتف الذكية في العالم، متفوقة على سامسونغ وأبل، في لعبتها الخاصة بتزويد المستهلكين بأحدث الهواتف المزودة بكاميرات مذهلة بأسعار تنافسية.
كل هذا في خطر الآن بعد العقوبات الأمريكية الأخيرة على بطل التكنولوجيا الصيني. كان المستهلكون حول العالم يتخلون بالفعل عن العلامة التجارية لأن الهواتف لم تعد تأتي مع بعض التطبيقات الأمريكية الشائعة. الآن، هناك ضربة لسلسلة توريد أجهزتها تضع ميزتها في السوق الصينية على أرضية مهتزة.
وقال ريتشارد يو ، رئيس أعمال المستهلكين بشركة هواوي، في مؤتمر الأسبوع الماضي، إن الشركة ستفقد إمداداتها من شرائح كرين Kirin فائقة السرعة والمتقدمة بدءًا من الشهر المقبل، لأنها مصنوعة من قبل الشركات المصنعة المتعاقدة التي تستخدم التكنولوجيا الأمريكية.
وأضاف يو، الجمعة، وفقا لوكالة أسوشيتد برس والعديد من تقارير وسائل الإعلام المحلية: "هذه خسارة كبيرة للغاية بالنسبة لنا". وامتنعت شركة هواوي عن التعليق على التقارير.
وتقوم شركة هاي سليكون، التابعة لشركة هواوي لتصنيع الرقائق، بتصميم رقائق كرين Kirin، ثم تتعاقد مع شركة Taiwan Semiconductor Manufacturing Company)) لتصنيعها.
لكن في وقت سابق من هذا العام، حظرت إدارة ترامب أي شركة مُصنعة لأشباه الموصلات تستخدم التكنولوجيا الأمريكية من تزويد هواوي دون الحصول أولاً على ترخيص للقيام بذلك.
ينطبق هذا القيد على شركة TSMC. لم ترد الشركة على الفور على طلب للتعليق حول ما إذا كانت قد تقدمت بطلب للحصول على ترخيص لبيع منتجات لشركة هواوي. في مكالمة أرباح الشهر الماضي، قال رئيس TSMC، مارك ليو، إن الشركة تمتثل للوائح الولايات المتحدة، وتخطط لوقف شحن الرقائق إلى هواوي بعد 14 سبتمبر أيلول.
وقالت نيكول بينغ، المحللة في شركة أبحاث السوق Canalys، إنه ينبغي أن يكون لدى هواوي ما يكفي من شرائح كيرين – Kirin لتجاوز الأزمة هذا العام.
وبعد ذلك، من المحتمل أن تتجه الشركة إلى ميديا تك، صانع رقائق تايواني آخر. وقال ويل وونغ، المحلل في شركة IDC، إن هواوي ستظل قادرة على شراء شرائح الشركة "الجاهزة".
وقال المحللون إن استخدام شرائح ميديا تك القياسية سيؤدي إلى تآكل المزايا التنافسية لهواوي عندما يتعلق الأمر بالأجهزة، لا سيما نقطة البيع الفريدة لهواتف هواوي.
وتم تصميم رقائق كيرين Kirin خصيصًا لتشغيل أجهزة هواوي الأكثر تكلفة. وهي أسرع وأكثر تقدمًا من شرائح MediaTek، ولديها ذكاء اصطناعي وتصوير وقدرات الجيل الخامس أفضل.
ولهذا السبب تستخدمها هواوي في الهواتف الرئيسية، مثل طرازات ميت وبي.
وقال وونغ إن "عدم القدرة على إنتاج رقائق كيرين سيخلق حالة من عدم اليقين كبيرة لـ(هواوي)، خاصة بالنسبة لهواتفها المتطورة… ومع ذلك، لا تزال هواوي تتمتع بعلامة تجارية وطنية قوية في الصين".
وتفوقت هواوي على كل العلامات التجارية الأخرى في الصين في الربع الأخير، حيث قامت بشحن ما يقرب من 40 مليون هاتف ذكي في الصين، بزيادة أكثر من 8٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقًا لشركتي Canalys و IDC.
وساعدت هذه المبيعات السريعة في الصين، جنبًا إلى جنب مع تراجع منافستها سامسونغ، تجاوزت هواوي أيضًا الشركة الكورية الجنوبية لتصبح أكبر بائع للهواتف الذكية في العالم.
وكانت أعمال الهواتف الذكية الدولية لهواوي تكافح بالفعل، بعد أن فرضت الولايات المتحدة قيودًا منفصلة على الشركة العام الماضي، منعت الشركات الأمريكية مثل جوجل من تزويدها بالتكنولوجيا والبرامج. ونتيجة لذلك، لا تتمتع أحدث الهواتف الذكية من هواوي بإمكانية الوصول إلى التطبيقات الشائعة، مثل جي ميل ويوتيوب وخرائط غوغل، مما يجعلها أقل جاذبية للمشترين خارج الصين.
وقبل القيود الأمريكية، شكلت مبيعات هواوي خارج الصين ما يقرب من نصف شحنات الهواتف الذكية.
الآن، تبيع أكثر من 70٪ من هواتفها الذكية في الصين، وفقًا لشركة أبحاث Canalys.
وحتى في داخل الصين، تواجه هواوي منافسة شرسة من المنافسين المحليين Vivo وOppo وXiaomi، الذين أقاموا جميعًا علاقات مع صانعي الشرائح، مثل ميديا تك وكوالكوم
نشر