نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — أثارت المملكة العربية السعودية غضب الجمهوريين في واشنطن هذا الربيع بعد إرسال أسطول من ناقلات النفط السعودي إلى أمريكا مغرقة شركات النفط الأمريكية بالخام رخيص.. أما الآن، فقد عكست المملكة مسارها، حيث أرسلت أقل عدد من البراميل لأمريكا منذ عهد الرئيس ريغان.
واستوردت الولايات المتحدة الأمريكية 264 ألف برميل يومياً فقط من الخام السعودي خلال أغسطس/ آب، وفقاً لتقديرات شركة أبحاث السلع الأساسية، "كليبر داتا"، أي أقل بحوالي 50٪ من متوسط واردات العام 2019.
وفي حال أكدت هذه البيانات من خلال إحصاءات حكومية رسمية، فستكون هذه أقل كمية من صادرات النفط السعودية إلى الولايات المتحدة منذ العام 1985.
وقال مات سميث، مدير أبحاث السلع في "كليبر داتا"، في حديث مع CNN إن "تدفقات النفط الخام السعودي المتجهة إلى الولايات المتحدة قد جفّت بشكل أساسي".
ويؤكد عكس مسار المملكة العربية السعودية، من إغراق الولايات المتحدة بفائض النفط الخام إلى كبح إنتاج البراميل، جهود المملكة الصارمة لإنعاش أسواق الطاقة التي شهدت ركوداً حاداً خلال الوباء.
ودخلت المملكة العربية السعودية في مارس/ آذار وأبريل/نيسان، في حرب أسعار ضخمة مع روسيا في أسوأ وقت ممكن. وكانت قد صُممت زيادة الشحنات السعودية إلى الولايات المتحدة لإغراق السوق ومزاحمة المنتجين ذوي التكلفة العالية، بما في ذلك عمليات التكسير في نورث داكوتا وتكساس وأوكلاهوما.
وفعلاً، نجح ذلك، حيث انخفض الخام الأمريكي إلى السالب في أواخر أبريل/ نيسان الماضي للمرة الأولى على الإطلاق، وتقدمت أكثر من 20 شركة نفط أمريكية بطلب إفلاس، بينما تجلس العديد من الشركات الأخرى على حافة الهاوية.
وتوصلت السعودية منذ ذلك الحين إلى هدنة مع روسيا، مهدت الطريق لخفض غير مسبوق في الإنتاج من جانب أوبك وحلفائها. وقد أدت هذه التخفيضات، جنباً إلى جنب مع انتعاش الاقتصاد العالمي، إلى ارتفاع سعر النفط الخام الأمريكي من سالب 40 دولاراً للبرميل في أواخر أبريل/ نيسان إلى 43 دولاراً اليوم.
ومن المقرر أن يصل عدد قليل من السفن التي تحمل الخام السعودي إلى الولايات المتحدة قبل أكتوبر/ تشرين الأول، كما أن واردات سبتمبر/ أيلول من المملكة العربية السعودية في طريقها للانخفاض بنسبة 47٪ لتبلغ 140 ألف فقط، وفقاً للتقديرات الأولية لـ"كليبر داتا".